الأربعاء، ٣٠ شعبان ١٤٤٤ هـ

مثل شلال دفقته العتمة

 (1)

 

زهرةٌ بريَّة

مزَجَتْها السُّلالاتُ

في الدروب الواسعة

 

على ساحلِ البحر

كانت تخيطُ أصدافَ مودتها خيمة للعاشقين.

 

ناديتُها

 

لوَّحتْ بالمناديلِ ،

برائحةِ العطرِ

وزنجبيلِ القهوةِ السَّمراء.

 

(2)

 

أزهارُ النوافذِ

مَدَّت يديها بطول المسافات

طوَّفتْ كالقناديل في روحِ المكان

ناوَلَتْنِي خيطاً من نسيجِ البدايات

أنيقاً

وناعماً كلمسةِ كَفَيْهَا .

 

(3)

 

مثل شاهدٍ طيَّرتهُ النهاياتُ في أبراجِها العُلوية

صعدتُ بنشوةِ الشَّرابِ الذي صنعَتهُ يداها

مُقَطَّراً من تَمْرِ السلالات.

 

طرقتُ بابَ نجمتِها

وجلستُ بالقربِ منها ألملمُ طولَ المسافة.

 

(4)

 

يداي

أمسكتْ يديها

دافئة شبهة الحنين تتسرب بين أصابعها.

 

(5)

 

مثل شلَّالٍ دفقتهُ العتمةُ بين عاشقين

سالَ من صوتها نهرُ التفاصيلِ

الذي لوَّنتهُ العصافير بالأناشيد.

 

(6)

 

كلُ يومٍ

نفتحُ البياضَ

سبورةَ الحكاياتِ 

شباكَ النداءاتِ

محبرةَ المدادِ الذي صنعتهُ الحبيبة من رمادِ السنين

نكتبُ لهفةَ النهرِ

ونفتحُ الليلَ زهرةً للحنان.

 

(7)

 

ذات ليلٍ فاجرٍ في صمتهِ

طرقتُ خفيفاً على زهرةِ روحها

ففتحتْ كثيراً شرفةَ قلبها

كلَّمْتُها عن سرِّها في داخلي

وحفرتُ في صحرائها بوحاً شهيّاً

ينهلُ من ضواحيها  نشيدَ الهدهدات.

 

(8)

 

الليلُ غنَّى مثلَ أرواحِ الصغيراتِ في ثوبِ الفرح

غنّى على صدرِ الرِّمالِ

أزهارَ طفُولةٍ زرقاء

غنَّى على برقِ السحابِ

أمطارَ البراري،

أشواقَ الغزالاتِ

وسحرَ النِّساء الواقفاتِ على رهانِ الأمهات .

 

(9)

 

كنَّا

على الخيمةِ 

نصنعُ قهوةً فوق جمرِ الليالي

نستنشقُ الهواء معطراً بزهرِ الأمنيات.

 

(10)

 

ثقبنا جدار العاصفة

خلفَ ذيلِ الرِّيحِ نلهثُ في الصعود

نُلملمُ أنهارَ أزمنةٍ عبَرَت خفيةً من أرواحنا.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق