الأربعاء، ٣٠ شعبان ١٤٤٤ هـ

حِنَّاءُ القلب

1

 

يا سيدةَ النهر

في الغربة ثَمَّةَ ليلٌ موحش

ومسافات

كلما طويتُها

باعدَت بيني

وبين الشوارعِ التي لوَّنتها يدَاكِ بعطرِ الرّيحان

 

وحدَهُ نهرُ الَمحَبَّاتِ

خلف الغيوم العابرة

فتحَ  دَرْبَاً في مدائنَ رُوحي السَّكْرى

ونالَ من عينيك دمعَ العاشقات .

 

2

 

كلُّ ليلةٍ

افْتَحِي صوتَ الكمنجات

حتى يسيلَ مندفعاً

علي قمحِ قُبلتنا الشّهي

واكشِفِي ماءَ الينابيع التي في قاعِ مجرى الدّم

 

ستمطرُ من نهديكِ وعداً وأماناً .

 

3

 

نجمةُ العشقِ التي طوقتنا

بضوء لهفتها

منثوراً على تلك الأنوثة في بلاد الريح

اتركي شلالاتِها البِكر  تنزل من سماء الروح

لنكتبَ لحنَ الأغنيات

وترانيم الطبول علي أهازيج الصباح

ومن قناديلها الحمراء

في ليل الهوى

نبني جسور الأمنيات .

 

4

 

يا سيدتي

هو ظلٌّ باردٌ

يصير على المدي سجَّادةً للبوح

طالعاً كالضوء من موسيقى الأزهار

يسقي ورد الحكايات

نغماً يُضئ مجرةَ الأفراح .

 

5

 

ها أنذا

أترنّحُ يا سيدة الأنهار

خفيفاً أطيرُ كموج الطريق

أغسلُ أحزان الليل

من زلزالِ صوتِكِ الحنون

أجئ صاعداً إليكِ

تتبعُني مجرات الحنين

ورقصةُ النهرِ التي رسمت علي خدّ المسافةِ قُبلةً ولهانةً .

 

6

 

يا سيدة القلب

هذا المساء

رأيتُ صورةً لكِ

 

رأيتُ بستانَ الحبِ

الذي تفتّحت على أشجارِهِ لمعةُ العينين

ونهديكِ المختبئين

لا

بل هما في الخباء صاعدين

مثل نجمين نافرين .

 

رأيت يداً ناعمةً تُشْبِهُ إشراقة المانجو في غابات الجنوب

رأيت شفتيك

وفيهما رأيت حقلَ الورد

الذي تفتّح تحت أمطار بلدتِنا

على تخوم نهر النيل الأبيض.

 

رأيتُ

طينُ المزارَاتِ

الذي علّقتِ الفتياتُ علي أغصانه أحلامَهن .

 

رأيتُ عجينة الحنّاءِ

التي صارت على يديكِ قلباً عامراً بالأسئلة

نقوشاً زاهيةً علي الأصابعِ

 

هي حنَّاءُ القلب

وأنتِ

تسألين الروح

أما كفى؟

أما آن لهذا القلب

أن يضجَّ بماءِ الحياة؟

أن يركضَ مثل فراشات الحب؟

 

7

 

ياسيدة النهر و بنتَ الأحلام

عند الفجر،

عند أول الكلام

ستشرق الشمس من ضفافنا

سنمضي إلي هناك،

إلي مصائر العشاق

إلي الحب أخضرَ النسمات

مزهراً علي نوَّار الورد

إلي السحاب مارداً ودافقاً

كشهوةِ الصباح

حين تسري بالخيالِ نشوةُ العناق.

وميض

لا تنامي

افتحي النافذةْ

الهواءُ لطيفٌ بالخارج

ستلتقي عينان طائشتان في منتصف المسافة

سأدخل واضحا مثل كأس النبيذ المدلَّل على يديك

و نشوته الطافحةِ على عينيك

سأطرقُ البراري النائمة .

 

من سُلاف الليل نشرب كأسَ ورْدَتِنا

نعبئ الكلمات بالرعشات

نفْتَحُها سماءً مُبجلةً لآخر الغاوين

محمولاً على سهم المحبةِ

سُكْراً

نبيذاً

خَمْرَةً من ومضِ لذَّتها وصرختها المجيدة في ختامِ الليل

 

تلك الأميرة

وحدَها كانت على نارِ تُقدِّسُ إثْمَها الوردي

تكتبُ عن مزاميرِ الغَوايةِ سِحرَها وصهيلَها خلفَ التلال اﻵثمة

تَبِعتُها

ومشيتُ خلف وميضِها

 

جهراً

أردِّدُ قولها:

تلكَ الأماكنُ كلُّها هدفاً رشيقاً للسهام الصَّاعدة.

مثل شلال دفقته العتمة

 (1)

 

زهرةٌ بريَّة

مزَجَتْها السُّلالاتُ

في الدروب الواسعة

 

على ساحلِ البحر

كانت تخيطُ أصدافَ مودتها خيمة للعاشقين.

 

ناديتُها

 

لوَّحتْ بالمناديلِ ،

برائحةِ العطرِ

وزنجبيلِ القهوةِ السَّمراء.

 

(2)

 

أزهارُ النوافذِ

مَدَّت يديها بطول المسافات

طوَّفتْ كالقناديل في روحِ المكان

ناوَلَتْنِي خيطاً من نسيجِ البدايات

أنيقاً

وناعماً كلمسةِ كَفَيْهَا .

 

(3)

 

مثل شاهدٍ طيَّرتهُ النهاياتُ في أبراجِها العُلوية

صعدتُ بنشوةِ الشَّرابِ الذي صنعَتهُ يداها

مُقَطَّراً من تَمْرِ السلالات.

 

طرقتُ بابَ نجمتِها

وجلستُ بالقربِ منها ألملمُ طولَ المسافة.

 

(4)

 

يداي

أمسكتْ يديها

دافئة شبهة الحنين تتسرب بين أصابعها.

 

(5)

 

مثل شلَّالٍ دفقتهُ العتمةُ بين عاشقين

سالَ من صوتها نهرُ التفاصيلِ

الذي لوَّنتهُ العصافير بالأناشيد.

 

(6)

 

كلُ يومٍ

نفتحُ البياضَ

سبورةَ الحكاياتِ 

شباكَ النداءاتِ

محبرةَ المدادِ الذي صنعتهُ الحبيبة من رمادِ السنين

نكتبُ لهفةَ النهرِ

ونفتحُ الليلَ زهرةً للحنان.

 

(7)

 

ذات ليلٍ فاجرٍ في صمتهِ

طرقتُ خفيفاً على زهرةِ روحها

ففتحتْ كثيراً شرفةَ قلبها

كلَّمْتُها عن سرِّها في داخلي

وحفرتُ في صحرائها بوحاً شهيّاً

ينهلُ من ضواحيها  نشيدَ الهدهدات.

 

(8)

 

الليلُ غنَّى مثلَ أرواحِ الصغيراتِ في ثوبِ الفرح

غنّى على صدرِ الرِّمالِ

أزهارَ طفُولةٍ زرقاء

غنَّى على برقِ السحابِ

أمطارَ البراري،

أشواقَ الغزالاتِ

وسحرَ النِّساء الواقفاتِ على رهانِ الأمهات .

 

(9)

 

كنَّا

على الخيمةِ 

نصنعُ قهوةً فوق جمرِ الليالي

نستنشقُ الهواء معطراً بزهرِ الأمنيات.

 

(10)

 

ثقبنا جدار العاصفة

خلفَ ذيلِ الرِّيحِ نلهثُ في الصعود

نُلملمُ أنهارَ أزمنةٍ عبَرَت خفيةً من أرواحنا.

 

لكنْ ..!

تلكَ امرأةٌ

تضجُّ حواسُها بالنارِ

تُشعلُ ورْدَها لوناً سماوياً

يدغدغُ ليلَها المحروق بالشَّهوات

لكنّ السلاسلَ من زمان الخوف تُرْبِكُ خطْوَها

وتنالُ من غاباتها سرّ التمرُّد خلفَ مجرى الماء.

 

امرأةٌ

من زمانِ الحُبِّ والغزلِ الجميل

ظلَّتْ تربي عشقَها وهجاً خرافياً

يطيرُ كما الفراشات الصغيرةِ دونَ قيدٍ أو جِراح

لكنَّ أجنحةَ العُبورِ إلى نهاياتِ الطريق

أنهكَها العذابُ المُرُّ

باعدَ بينها والريح

ساوَرَها ضياعُ العاشقين على تخومِ الحبِ

خيباتُ أزمنةِ الحياةِ على مداخلِ أرضها

لكنها وقَفَتْ

وقالتْ في صراخٍ حارقٍ

أن السلاسلَ بركةٌ ملعونةٌ 

تغتالُ أصواتَ الهاربين من الجحيم

العابرين إلى التوغل في جنونِ الحب.

 

تلك امراةٌ

من صهيلِ الليل نالتْ اسمَها

في الجهر باعت صوتها لمقاعدِ البيت الرَّزينةِ

مثل كلّ النادماتِ على التقوقع في حبال السجنْ

لكنها في السرِّ

أيقظت البراكين الشهية

سافرت للحبر تكتبُ صوتها

وجعاً خرافياً يخفِّفُ وطأة الحرمان والخوف الطويل

ظلَّتْ تعيش المستحيل.

تفُورُ كمهرةٍ تجتاحُ أرصفةَ الحواجزِ

والمتاريس العصية

خلفَ صوتِ الريحِ تمشي

مثل ليلى العامرية.

 

رغمَ ذاكرةِ السنينِ العابراتِ

وشوكةِ العجزِ التي شرختْ طريقَ أنوثةٍ أزرق

تضئُ الحبَ خلفَ غيومها

عذراءُ تبني بيتها المسقوفِ بالرعشاتِ

تنتظرُ الخروجَ إلى مواسم خصبها

وتطيرُ عابرةً قيودَ الخوفِ نحو العاشقِ المجنون.

 

تلك امرأةٌ

شرختْ جدار الخوف

لمّا راوغت طولَ المسافةِ في صباحٍ عامرٍ بالضوء

وانطلقت تَدُلُّ ربيعَ شهوتِها

إلى فجر النهايات التي غنَّت على أشواقِها

كلُّ النساءِ القابعات على تُخوم الخوف

عاشت جُنونَ الحب

حرقت طريقَ الموت خلف خرافة البيت الأنيق

وسافرتْ

في بيتها المقهور

تغسلُ عن دوائرهِ الظلامْ

 

الوقتُ يمضي

وهي تمضي

تكشفُ الجُزُرَ المخبَّأة إنتظاراً للدخول 

تسكنُها رياحُ الوجد عاصفةً

تبللُ زهرةَ الأنثى بداخل روحها العطشى

وتنثرُ ماءها الميمونِ في غاباتِها السَّمراء

 

تلك امرأةٌ

تطيرُ الآن من أقواسها الصغرى

وتعبرُ للمدى مسكونةً بالحبِ

والأحلامِ والأشواق للمطر الغزير

 

أنثى بطعمِ الكونِ

تخرجُ من سراب الخوف

من تابوتِها الأزلى

من جسدٍ تشقّقَ تحت أسوار القبيلة

كلُّها شغف لأنوارٍ تُضئ كمائنَ الأبنوسِ في نيْرانِها الكبرى.

 

تلكَ إمرأةٌ

كتبتْ بحبر العاشقات

الحبُّ ينهشُ قلبَها سحراً

يفكُّ مغارةَ الروح البعيدة في ذُرَاها

لكنها تَعِبَتْ

تُريدُ الكونَ ينزلُ من أعاليه

يزيلُ الخوفَ عن عتباتها

يسعُ النشيدَ ورعشةَ الجسد العنيد .

 

الخوفُ أنهكَ أرضها

والحبُّ مجنونٌ يُناديها لتخرجَ من دوائرِ صمتِها

لكنها غابتْ

لتبدأ رحلةَ الحبِ العنيفة بالتفاصيلِ التي تشتاقُها

مثلَ راهبةٍ مدللةٍ

خافت مياهُ الحبِ تجرفُها

وتُخفي لَذَّةَ الخُطواتِ عن أطوارِها تلك التي ظلّتْ سنيناً تشتهيها.

 

تلك امرأةٌ

تعيشُ العالمَ الموعودَ في سفرِ البداياتِ التي

خَطَّتْهَا أشواقُ النِّساء على دفاتر صمْتِهنَّ.

الخميس، ٤ رجب ١٤٤٤ هـ

بَابَا كُوسْتَا

 

 

الليلُ في هذا المطعمِ العتيق

مفتوحٌ على أشرِعة الرِّيح

لا يعرَفُ الأبواب الخجولة الخُطَى

يطيرُ مع أسرابِ العصافيرِ حتى نهاياتِ البَّهجة الزرقاء

ويفرشُ مائدةَ الكونِ على سحرِ السماوات.

 

الليلُ في هذا المطعم النبيل

لا يُشبهُ الأمسيات في شوارع الخرطوم

ولا مُسامرات الليل التي أنْهَكَتها عذاباتُ المُحبين 

ولا ضجيج العابرين في الصالاتِ المصنوعة من ورقِ الأحلام

بلْ يُشبه الخرطوم في أمجادها الشهيَّة

يُشبه المدينة في ليلِ السَّماوات الصافية

يُشبه المطاعم في مدنِ الأساطير

يُشْبه بابا كوستا في كلِّ العُصور

سابِحاً من شارع الجمهورية حتى ينام على تُخومِ سان جيمس.

 

بابا كوستا

بيتٌ من التاريخ

مسكونٌ بروائحِ العطرِ القديم

وامرأةٌ تُديرُ البيتَ مثلَ كاهنةٍ عمَّدَتها الأساطير

على الزَّوايا والمَمَرات

أنوارٌ مُشَبَّعةٌ بروحِ المكان

وعلى الفناء الواسع مسرحٌ للفنون

وفرقة ماجيك ستار الموسيقية

شبابٌ كَوَرْدِ الخريف

كنهر دَفَقَتْهُ البحيراتُ إلى نهاياتِ الموج

أنغامٌ وموسيقى

وجازٌ يطربُ الليل على نخب الكؤوس .

وبناتٌ ساحراتٌ كُنَّ معي

يفْتَحْنَ شباكَ الوردةِ قُبْلةً .. قُبْلةً على صوتِ الكَّمان

وعلى الجدران

ألوانٌ فاقعةٌ

دوَّنَتْ تفاصيلَها أناملُ الرَّسامين .

 

هنالكَ على الحائطِ الشرقي

نشيدٌ من جبال الإنقسنا

ينحدر كشلَّالاتِ الحريَّة

وفتاةٌ عاريةٌ تسْقِي بُذُورَ العشبِ أفراحَ المطر

تفتحُ الأبوابَ

دوائرَ من عُيُونِ الكون

وعلى الغرفة المجاورة

خلفَ الصالة الصغيرة

لوحات وجداريات

وبورتريهات عن يوميات الحياةِ في باطنِ الخرطوم

وفتاةٌ مشاغبةٌ تُثرثِرُ على هاتفها

تحكي عن سهرةٍ سابقةٍ في شارعِ النيل

وأنا في ركنٍ قَصِيٍّ

والليل يبحرُ نحو بدايات الصباح

شربتُ كأساً واحدةً من يدِها السّمراء

فترنحتُ على هضابِ الليل ألوِّن الشوارعَ بالذكريات.

                                                         

 نصار الصادق الحاج

مارس 2012

النيلُ يعشقُ القمر وأنا في الأدغالِ أُفتشُ عن مرفأ

 

 

يا قمر

النيلُ يفتحُ شُرْفَتَهُ لشعاعٍ يهطلُ منكِ

لضوءٍ ربَّتهُ يداكِ على جمرِ المسافاتِ

وعلى نارٍ ناوشَتْها الريح

طَارَتْ شرارتُ أحجارِهِ سعيراً أيقَظَتْهُ الخياناتُ العابرة.

 

أيها القمر

بعد قليل

عندما تخرجُ الشمسُ

وتطلُّ على شرفات النافذة

سيرحل الغريب

سيمضي إلى الصحراء

التي صنعَ النيلُ على رمالِها أسطورةَ الماء.

 

هي القمر

وهي عاشقةُ النيل

حدَّثتني عن عشقِها الخالد منذ آلاف السنين

قالت بصوتٍ والغٍ في الأنوثةِ والدلال

أن بحرَ الحب داهمها منذ أن جرَفَ النهرُ أعشابها

ومضتْ في الماءِ تُمدِّدُ ساقيها

تنزل من أدغالها قطراتُ النَّدى

وهي تواقعُ النهرَ باللَّذةِ ذاتها لجنون الموج.

 

منذ آلاف السنين

هي نفسُها البنت التي أيقَظَتِ الروحَ من خُذْلانِها

وعانقت الموج على ضفاف نهرِ النيل .

 

تداعي المارد من أقواس الجن

وصافَحَها مثل نداءٍ أطلقهُ الطمي

وضوء القمر  الفاضح

فتمدَّدَ داخلها

يمنحها اللذة حين تُنَاجِيهِ تحت صراخ الشهوة بين سكاكين الليل،

 

 

ظلَّت أعواماً تتقاسمُ ليل الشهوات

برفقة أحلامٍ صنَعَتْهَا من ورد غوايتها.

 

هربت من زمنٍ

نَبَذتهُ آلهة اللذة منذ قرونٍ نائيةٍ

ذهبت تفتح أكوان الريح

وماء النيل

تصعد أعلى قاراتِ الضوء

لذاكَ القمر المتحرِّك بين أصابعها

حين تُشاغبُ وردَتَها

تخلع سروال الحشمة ترميهِ خلف ستار العتمة.

 

كانت تجلس في غُرفتها رفقة عشاق من صُنْعِ أُلُوهتِها

تختار مكائدَها معهم

وتُناديهم

تشرق روح الأنثى فوق تلال محبَّتهم

وتغادرُ حيث الكون يراقص موج الحريةِ .

 

طرقتُ البابَ  بنهرِ الصُّحبة

مَخْفيَّاً بين تراب العشق

ونورِ القلب

جاءتني بجموحِ النيل

وضوءِ القمر الفاسقِ في بهجتهِ

يتبعها صوت الموج المارد خلف موسيقى السَّحَرَة

 

كان يغازلها العشاق كثيراً بحكاياتٍ معطوبة

لكنَّ كمائِنَهَا  كانت تحرقهم .

 

 

جئتُ إليها

مدفوعاً بمفاتيح الروح

وغرائبَ لا أعرفها

لكني أعرف قمراً أحببتُ رهانات الضوء تسيلُ كأمواج النيل على عتبات مدائنهِ.

 

قالت

حسناً سأضئ البابَ لمقدمِك الزَّاهي القسمات

وأرمي كل جماجم عشاقي المفتونين بأقماري

أرميهم لمياه النيلِ الأزرق

قرباناً يمنحك الحظوة إنساناً يدخل محرابي

يعزف لذته في جسدي الغائب أعواماً لم يمْسَسْهُ بشرٌ تصفو الرعشة بين مكائده الزرقاء

 

ومثلكَ يا مجنوني قالت

أعرف أنك معشوقي الأحلى

نيلٌ بشريٌ

صَنَعَتْهُ دمائي من نهر النيل

وأعرف أنِّي مجنونتك الأحلى

لسنينٍ قادمةٍ ستردِّدُ وحدَكَ أني غانية الشبق الضوئي.

 

امرأةٌ  

صنعتْ وردَتَها من نهر النيل وضوء القمر الأزرق

أنثى أحلى من كل نساء الكون

ومن آلهةٍ كنَّ يُقدِسنَ الحبَّ

ويرسمنَ جداريات العشق على أحجار التاريخ.

 

نصار الصادق الحاج

 أبريل 2011