هُوَ الليلُ
هو الشُّرفةُ السمراء
هو الحدائقُ التي تتورَّدُ مقاعدها بهجةً بالزَّائرين
هو الأمكنةُ التي تستيقظُ عند غروبِ الشمس
ولا تنامُ
حتى ترهقَها طرقاتُ النهار
هو السَّماءُ التي تلبسُ أساورَها
وتزغردُ حين توجِعُها دغدغةُ الرَّعدِ
هُوَ الليل
الذي كنتُ علي شوارعِه
أحْصِي قطراتِ الحكاياتِ التي سطَّرتْهَا أناملُ
النَّدى
وعلى عتباتِه أتسوَّلُ الإجاباتِ
تتقطَّرُ من زهرةٍ تقطُنُ أشجارَ الصَّقيعِ الباردة.
هنا
على شارِعٍ لوَّنتْهُ الحماماتُ بضوءِ القمر
كتبتُ على ورقِ الليلِ
رسائلَ النَّهرِ إلى أعشابِه المهاجرة
الأعشابُ التي ظلَّتْ على حالِهَا تستقبِلُ النَّدى
وتخضرُّ على طُولِ المسافات.
الليلُ
كان رصيفًا طيبًا
بلَّلتهُ المياهُ بكُؤُوسِها الشفَّافةِ
فأزهرتْ نجْمَاتُهُ حدائقَ من تُوَيْجَاتِ الجنون
كان دفئًا صافيًا يترقرق من ينابيع الأنوثةِ في
مُحيَّاها النبيل.
هو الليلُ وَحْده
يتغنّى بكمنجاتهِ على مسرح الكزنِ الفسيح.
أكتوبر2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق